الأحد، 5 أغسطس 2012

للعراق اطفال تصرخ في المهجر

 للعراق اطفال تصرخ في المهجر

 
 د. أقبال المؤمن
  
يعتبر العنصر البشري هو الثروة الحقيقية لاي بلدفي هذا العالم الفسيح فهم الارث والموروث والامتداد الطبيعي للاستمرار وقاعدةالبناء للمجتمع و مهما تكن وفرة و اهمية ونوعية مخزون البلد من الثروات الطبيعية  الاخرى الا انها لا تسد ولا تعوض مكانة واهميةالعنصر البشري فلا تنمية ولا بناءا ولا تغييرا حقيقيا بدون هذا العنصر البشري ومنسوء حظ العراق والعراقيين  صار هذاالعنصرالبشري مستهدفا بالابادة  الجماعية علىمر العصور وبمسميات واسباب ما انزل الله بها من سلطان فالقتل والتهجير والتسفيروالتغريب والتهجين  حقائق مسجلة في تاريخالعراق البعيد والحديث بدأها النظام المقبور بتهجير الكرد الفيليين  بصورة خاصة وابادة للكرد بصورة عامة ناهيك عن زجابناء الجنوب بحربين مدمرتين مع جارتين انتهت مثل ما بدأت الا انها اكلت الاخضر واليابس وعلى رأس هذه الابادة والهلاك هوالشعب العراقي فأمتلئت ارض العراق بالمقابر الجماعية على يد جلاد ماهر ناهيك عنالتشويه الحقيقي لخلق الله بتقطيع اوصالهم واعضائهم بقوانين واوامر جائرة نفذهانظام دكتاتوري بغيض وبجرة قلم كما يحلو له ان يسمي القوانين  و في اكثر من مناسبة  الا ان الابادة الجماعية للعراقيين لم ولنتنتهي عند هذا الحد حتى بعد ازاحة النظام المقبور وانما عبرت الحدود والقارات وهذهالمرة بطرق و اساليب مختلفة وقوانين وضعية اخرى سلمية  الا انها جائرة وبحجة الحفاظ عليهم .

أذن بعد ما ابتلى العراق بنظام دكتاتوري شمولي دفعباعماليه الاجرامية الى هجرة  وتهجير وفرارحوالي اربعة ملايين شخص عراقي توزعوا على كل المعمورة .

فعدد لابأس به من هؤلاء المبعدين استوطنوا الاراضيالاوربية مسبشرين خيرا لهم ولاطفالهم ولمستقبلهم بصورة عامة ولكن ولاسباب وظروفمختلفة على هذه العوائل كالانفتاح او القوانين الوضعية الاوربية التي لم يعتادعليها او يتقبلها العراقيين والتي كانت السبب الاساسي في  تفكك اغلب العوائل وانتهت احوالهم وزيجاتهم امابالانفصال او الطلاق او الخيانة الا ان الضحية الحقيقية بين هذا وذاك هم الاطفالالامر الذي دعى هذه الحكومات المضيفة ان تسحب الاطفال من عوائلهم الاصلية  واعطائها لعوائل اوربية بحجة ابعادهم عن مصدرالخطر والقلق وانا لا انكر ان بعض  من هذهالحالات تتطلب ذلك ولكن الكثير الكثير منهم وخاصة العوائل المنكوبة من نصفهم الاخروقعوا ضحية لاسباب كاذبة ملفقة و مستهدفة بخطط محكمة لغايات اختلفت اهدافها ,  ولكن عتبي على الجانب المتمثل بالسفاراتالعراقية الحاضر الغائب الذي  كان ولايزالبعيد كل البعد عن هموم العراقيين في هذه البلدان ومن المنطق ان يكون للسفاراتالعراقية دورا ولو بسيطا  وهو اضعف الايمانومن باب نحن من رعاياهم ان يتابعوا ويتعرفو على الاسباب الحقيقية التي أدت الى هذا الانهيار والتشرذم العائلي والابعاد القسري ومن تم مصادرة الابناء وهم ثروةالعراق الحقيقية ليكونو ولو لمرة واحدة مع المظلوم وليس الظالم .

قبل يومين التقيت بأنسانة عزيزة على قلبي كانت فيوضع لا يحسد عليه وقد هد السؤد والحزن جسدها لان تؤم اخيها اخذتهم الحكومة السوديةلتستودعهم احد العوائل السويدية بعيدة عن الاب والام وبدأت الحكاية كالاتي :

بعد ان تزوج اخيها وهو مهاجر في الثمانينيات الىالسويد من عراقية مهجرة الى ايران في السبعينيات والحاصلة على الجنسية الايرانيةوالمتطبعة بطباعهم وبعد الزواج واستقرارها في السويد  انبهرت بانفتاح المجتمع السويدي والمخالف تماماللمجتمع الايراني المغلق الامر الذي غيرت مذهبها وهواها وصبت مساعيها بتشويه سمعتزوجها ولكون المجتمع الغربي لدية فكرة مسبقة عن الرجل الشرقي وظلمه للمرأة اخذواكلامها مأخذ صدق وحجة دامغة ضده مستبعدين صدق اقواله وشكواه ومن المتعارف علية فيالبلدان الاوربية تاخذ رغبات الاطفال بنظر الاعتبار  الا ان في هذه الحاله العراقية السويدية ضربتعرض الحائط رغباتهم والاكثر من هذا بعد ان حكمت المحكمة السويدية حضانة مشتركةللطرفين لم تطبق بانصاف أيضا لان عقولهم مشبعة بان الشرقي متخلف وعلاوة على ذلكرفضت الرعاية الاجتماعية ولاكثر من مرة عمة الاطفال من زيارتهم  والاسوء من هذا و ذاك حرمت الرعاية الاجتماعيةالاب من ان يرى اطفاله  ولمدة 6 اشهرمتتالية,اما الطامة الكبرى والتى لا تغتفر ان يأتى بملف غير ملف الاب ليحاسب به من خلاله لولاانتباة وعن طريق الصدفة محامية عراقية كانت متواجده حين ذاك في مدينة كوتوبوركواخبرتهم بان الملف الذي بين ايدهم ليس ملف المجني عليه وبدلا ان ينصفوا الاب  راحوا يتحججوا بتاجيل المحاكمة ليستمر الاببعذاب فراق اطفاله .وكاننا نعيش هنا مرة اخرى تحت حكم دكتاتوري ظالميعاقب به البريئ بذنب المذنب ولكن هذه المرة في السويد لا في العراق فأيهما خريجمن مدرسة الاخر صدام من السويد ام السويد من صدام !!!!!

فبعدما كان الاب رفيق حياتهم في كل شئ في الدراسةواللعب ومشاركتهم امالهم  اصبح على الهامشوبأمر قضائي وهو لا حولة ولا قوة له به لان بحكمهم المسبق على الرجل الشرقي حكمواعلية ظلما بالابعاد القسري عن اطفاله القصر  .

وبدأت تحوك له زوجته التهمة تلو الاخرى واخذت تضربالاطفال وتفتعل المشاكل لان الاطفال يطالبون بالعيش مع والدهم بعد ما استقرت معرجل اخر حسب هواها لتقنع الجانب السويدي بشر اعماله . وفي مشادة  أدت الى شجار بينها وبين ابنتها ذات 11 ربيعابعد ان انهالت عليها ضربا بقسوة  وبشهادةعائلة سويدية الامر الذي دفع العائلة اياها ان تبلغ دائرة الضمان الاجتماعي  بماحدث  حينها أصدرت دائرة الضمان الاجتماعيالسويدي قرارها بضم الاطفال لعائلة سويديه للاهتمام بهم بعيدا عن الاب والام مععلمهم برغبة الاطفال في العيش في كنف والدهم وبهذا القرار القاسي على الاب واطفالهأذابة اخرى للعنصر البشري العراقي بابعادهم عن جذورهم الاصلية لذا نناشد الجهاتالعراقية المعنية بالالتفات الى هذه الابادة العصرية بابعاد ابنائنا عن اصلهموجذروهم ومناشدة الجهات السويدية بالنظر بامعان في مثل هذه الحالات وخاصة الكيديةوالملفقة منها ومحاولة معالجتها بالاصلاح وليس الابعاد و بالتالي حرمان الاطفالعلى الاقل من عطف الاب بعد ما تخلت الام عنهم

نحن هنا ليس ضد التعايش  والاندماج فيالمجتمعات الاوربية ولكن ضد الذوبان والانصهار والتنصل بابعادهم عن اهلهم وذويهموكل ما يربطهم بارضهم وجذورهم ولغتهم الام ووالدهم الحقيقي الذي لا يعرف للنوم طعمابعدما انصهرت  والدتهم في بودقة عشقها ومذهبها الجديد لترضي غرور سيدها العصري ومراهقتها المتأخرة  وعلى حساب فلذة كبدها ان صح التعبير !!!!   

ليست هناك تعليقات: