لعبت وتلعب السياسة اليوم دورا مهما في تغيير النفوس والمعتقدات وحتى الثوابت المشتركة في احيانا اخرى وترتكز السياسة في هذه المهمة على ماكنة الاعلام العملاقة بمختلف وسائلها وفنونها , ومن اقوى هذه الفنون المؤئرة في المتلقي هو فن التحليل السياسي .
يعتبر فن التحليل السياسي ( المرئي) من ارقى واصعب الفنون الاعلامية اليوم التي تحتاج الى متخصصين متمرسين او اعلاميين لهم باع في عالم الصحافة متمكنيين من ادواتهم الاعلامية والتحليلية و قدراتهم الخاصة واطلاعهم الواسع والمامهم في شتى المجالات والحقول المعرفية وذلك لما يتمتع به هذا الفن الرفيع من اهمية في مختلف الاوساط والمجالات الحياتية .
فتنوع وسائل الاعلام اليوم وتطورها ادى الى ازدهار الاعلام المرئي والالكتروني اكثر من الاعلام المسموع او المكتوب على الورق .مما ادى الى اعادة ترتيب اولويات الفنون الاعلامية وخاصة المرئية منها وفرض اساليب جديدة عليها .
فبالاضافة الى العناصر الرئيسية والثوابت الاعلامية المعتمدة في صناعة الفنون الاعلامية و التى لا يمكن تجاوزها او القفز عليها مهما تغيرت الاساليب كضرورة وأهمية الاجابة على الاسئلة الست w6 المحيطة بالحدث , الا اننا في فن التحليل السياسي نعطى الاولوية الى دقة أختيار الحدث والوقوف عند مختلف وجهات النظر والاراء المحيطة به وردود الافعال المؤثرة الاخرى وتوثيقها بشكل موضوعي بالصوت والصورة لتعزيز المصداقية لدى المتلقي وبالتالي كسب ثقته .هذا اولا .
ثانيا : الابتعاد عن الافكار الشمولية الضيقه والطروحات والاحكام المطلقة والتطرق بدلا عنها للاحتمالات الممكنة لوجهات النظر المختلفة والتي تحاكي الواقع والمنطق على اقل تقدير وبمعنى ادق قبول الرأي الاخر و فسح المجال للتعرف عليه ومن ثم نترك للمتلقي هامش من الحرية في الحكم بعد ما اغنيناه بعدة وجهات نظر ممكنة تناولت الحدث .
ثالثا: مخاطبة العقل قبل العاطفة وخاصة في المواضيع السياسية والاقتصادية وهذا ما يبعد المتحدث عن الانزلاق في خندق الطائفية و العنصرية الضيق اضافة الى ان المتحدث سيكسب المشاهد ويضفي على تحليله صفة المعالجة الواعية للاحداث والعمق التحليلي للموقف وترضي شريحة واسعة من المتلقين لانه احترم عقولهم واشبع تطلعاتهم .
رابعا: تمكين المحلل من ادواته الاعلامية كاللغه والنطق والحضور الاعلامي والخبرة والنزاهة والشجاعة والاستقلالية في الطرح والالمام بكل جوانب الحدث تاريخيا وسياسيا وجغرافيا وحتى نفسيا اي لا يغفل جانبا ما ويذكر للمشاهد اثناء حديثة اغلب و اهم ما طرح حوله فى الوسائل الاعلامية الاخرى موثقة بالصوت والصورة والكلمة المطبوعة أن وجدت .
خامسا: اعتماده على معيار دقيق و واضح كأن تكون رؤية فلسفية او سياسية او اجتماعية او اقتصادية او نظرية ما متفقا عليها وما شابه ذلك لكي تكون الفيصل في نتيجة التحليل وترتيب النتائج في نهايه المطاف ولا ندع الامور عامة وعائمة هكذا وكأننا نستمع الى حديث عابر يتداوله عامة الناس في المقاهي او جلسات السمر و المعيار المعتمد من قبل المحلل السياسي هو ايضا الفيصل في ان يكون المحلل للحدث فعلا محللا سياسيا نستفيد من ارائه ونعتمدها كمصدر في ما بعد .
سادسا :على المحلل السياسي الابتعاد عن الترويج لكتلته او حزبه او طائفته او قوميته وغيرها وليس من الضروري ان يكون المحلل سياسيا وهذا التحديد الضيق وقعت به اغلب الفضائيات المستحدثة بأعتمادها في التحليل السياسي على البرلمانيين او الحزبيين او المواليين لهذا الحزب او ذاك واحيانا مسؤولين ادارين لا ناقة لهم به ولا جمل والاجدر بالقناة ان تعتمد على متخصصين و اكاديميين واعلاميين من ذوي الخبرة في هذا المجال ولذلك نادرا ما نرى على شاشات الاعلام العالمي محلل سياسي من البرلمان او الكونكرس وانما نرى ونسمع تحليلات من لهم باع في مجال الاعلام وعلم السياسة .
سابعا: من المفروض على المحلل السياسي ان يكون له اطلاع اوخبرة في فن الالقاء و النطق السليم لمخارج الحروف والابتعاد عن الروح الخطابية والصراخ والانفعال واطلاق الاتهامات والارشادات وكانه مرشد او داعية يريد كسب الناس وانما بالتحليل المنطقي المقنع والشرح الهادئ نسبيا المؤدي الى فهم الاحداث وادراكها بسلاسه وطوعية متناهية لا تفرض على المتلقي وانما تقنعه وتأثر به لصياغة رأي عام موحد نوعا ما , ويفضل ان يستعمل مصطلحات سياسية معرفة لدى العامة والخاصه او متعارف عليها من الغالبية العظمى ولا ضير من استعمال مصطلحات سياسية جديدة ولكن بعد توضيحها بايجاز للمشاهد او اي متلقي اخر .
فالمحلل السياسي اذن هو من يضع النقاط على الحرف لكي نفهم من خلاله ملابسات الخبر او الحدث ويقدم لنا رؤية جديدة للحدث تنتشلنا من الحيرة والعشوائية وقلة الفهم وذلك من خلال ما يطرحه معتمدا على وقائع ومستندات ورؤى مختلفة نصل وأياه من خلالها للادراك الحقيقي للحدث وتحقيق الاتصال الاعلامي وهو الهدف المطلوب من التحليل السياسي .
الحقيقة انا اشبه المحلل السياسي بالباحث العلمي الذي لابد ان يصل في النهاية الى النتائج المحتملة للاسئلة الافتراضية التى وضعها في بداية بحثة معتمدا على مقدمة وشرح ومقارنات ونتيجية حتمية محتملة والا ما فائدة الحديث الذي لم نصل من خلاله الى اي نتيجة مرجوة.
فالمحلل السياسي اذن لابد ان يعتمد في تحليليه للاحداث والوقائع على الاسس التي ذكرناها و يضعها نصب عينيه ليصل بها الى الهدف المطلوب ,وبما أن هذه الاسس متغيرة نسبيا وتخضع لمعيار المحلل نفسه وله الخيار في التقديم والتأخير عند التحليل الا انها واجبة في فن التحليل السياسي بعد الاطلاع الوافي على الحدث وبكل تفاصيله وما يتعلق به من ردود افعال .
و جمع الادلة والوثائق المتعلقة بالحدث وبحيادية وشفافية ومن اكثر من مصدر واكثر من وسيلة اعلامية واكثر من وجهة نظر .
وهذا يعني عملية ادراك المحلل للحدث اولا بعد الاطلاع على ادق التفاصيل فيه كأن يكون متى حدث ومن اين مصدره وكيف حصل وغيرها وبهذه الطريقة الاستكشافية نعرف نصف الحقيقة ونحل بعض رموزه ومن بعدها يتم الخوض في التفاصيل الاخرى استنادا للمستندات والمعيار التحليلي المتبع من قبل المحلل السياسي للوصل الى الهدف المرجو من التحليل وننتهي بغاية المحلل للوصول الى نتيجة ما حتمية كانت او متوقعة وبهذه النتيجة يتعرف المتلقي وبألمام على مجرى الاحداث و لماذا جرى كل هذا ومن ورائه وكيفية علاجه او طرح مقترحات لتلافي اضرارة او احتواء منافعه .
فالمحلل السياسي أذن من المفترض ان يقرب الحدث ويوضح ابعاده على صعيد الوضع الداخلي والخارجي للبلد والمواطن في نفس الوقت
والابتعاد عن التضخيم والتهويل والحلول الجاهزة والمؤامرات المفترضة وانما الوقوف على الجوانب الداخلية بالدرجة الاولى وذكر المسميات باسمائها والابتعاد عن كل ما يثير الشبهات بالتوثيق كأن يكون شاهد عيان لا يريد ان يذكر اسمه او مصدر مجهول الهوية او لا يسمح لي بأن اصرح بمعلومة ما لانها تنسف التحليل برمته وتبعد المتلقي عن المتابعة وتفسح المجال للاقاويل والاشاعات
التي لا يحمد عقباها فيما بعد .
ومن ثم يجب على المحلل الوقوف على الحدث بأمتداداته وتأثيراته المستقبلية بأسس احصائية وموضوعية ونتائج ومؤشرات يدركها العقل لتبعد المحلل عن التخمين وتدخله دائرة التنبوء او التوقع استنادا على قدراتة الذاتية في تطويع مالدية من حقائق معتمدة لصياغة رؤية جديدة تخدم المتلقي وتعطيه السبق لتوقع ما يحدث لاحقا ، أما الموضوعات الانشائية والنميمة والتسقيط فهذه لا تصلح
لاعلام جادة او مجتمع يتطلع لمستقبل واعد في بناء الديمقراطية . ولابد للمحلل ان يكون من المواكبين للحدث او على الاقل من المتواجدين على الساحة الفعلية للحدث و المتواصلين مع كافة المجريات والمتغيرات السياسية .
وعليه ما نشاهده اليوم في اغلب الفضائيات من محللين سياسيين ليس لهم صلة بالتحليل الاعلامي او السياسي لا من قريب ولا من بعيد وانما يمكن ان نطلق عليهم زبائن للفضائيات يحللون باسلوب زبائني خاص او محدد مسبقا من قبل القائمين على القناة يثير الشفقة ويتعب المتلقي . فالزبون المختار للتحليل في هذه القناة او تلك يحلل بمعايير تختلف تماما عما ذكرناه وانما بمعاير زبائنية مستندة على رضى القائمين على هذه القناة ومن يدفع لهم وبعيد كل البعد عن واقع الاحداث واحيانا يطل علينا وهو يشكو من مرض ما او تعب ما أو الاثنين معا , وبهذا أساءوا لهذا الفن الاصيل واهدافه السامية في وقت نحن في امس الحاجة له ناهيك عن ان اكثر الذين نراهم كمحللين سياسيين على الشاشات الفضائية هم من الجنس الخشن فقط لاننا شعب لا نرى فيه النصف ( الضعيف )الاخر لشدة حرصنا عليه الامر الذي يخول لنا الحجر عليه !!!!
أ.د.أقبال المؤمن
يعتبر فن التحليل السياسي ( المرئي) من ارقى واصعب الفنون الاعلامية اليوم التي تحتاج الى متخصصين متمرسين او اعلاميين لهم باع في عالم الصحافة متمكنيين من ادواتهم الاعلامية والتحليلية و قدراتهم الخاصة واطلاعهم الواسع والمامهم في شتى المجالات والحقول المعرفية وذلك لما يتمتع به هذا الفن الرفيع من اهمية في مختلف الاوساط والمجالات الحياتية .
فتنوع وسائل الاعلام اليوم وتطورها ادى الى ازدهار الاعلام المرئي والالكتروني اكثر من الاعلام المسموع او المكتوب على الورق .مما ادى الى اعادة ترتيب اولويات الفنون الاعلامية وخاصة المرئية منها وفرض اساليب جديدة عليها .
فبالاضافة الى العناصر الرئيسية والثوابت الاعلامية المعتمدة في صناعة الفنون الاعلامية و التى لا يمكن تجاوزها او القفز عليها مهما تغيرت الاساليب كضرورة وأهمية الاجابة على الاسئلة الست w6 المحيطة بالحدث , الا اننا في فن التحليل السياسي نعطى الاولوية الى دقة أختيار الحدث والوقوف عند مختلف وجهات النظر والاراء المحيطة به وردود الافعال المؤثرة الاخرى وتوثيقها بشكل موضوعي بالصوت والصورة لتعزيز المصداقية لدى المتلقي وبالتالي كسب ثقته .هذا اولا .
ثانيا : الابتعاد عن الافكار الشمولية الضيقه والطروحات والاحكام المطلقة والتطرق بدلا عنها للاحتمالات الممكنة لوجهات النظر المختلفة والتي تحاكي الواقع والمنطق على اقل تقدير وبمعنى ادق قبول الرأي الاخر و فسح المجال للتعرف عليه ومن ثم نترك للمتلقي هامش من الحرية في الحكم بعد ما اغنيناه بعدة وجهات نظر ممكنة تناولت الحدث .
ثالثا: مخاطبة العقل قبل العاطفة وخاصة في المواضيع السياسية والاقتصادية وهذا ما يبعد المتحدث عن الانزلاق في خندق الطائفية و العنصرية الضيق اضافة الى ان المتحدث سيكسب المشاهد ويضفي على تحليله صفة المعالجة الواعية للاحداث والعمق التحليلي للموقف وترضي شريحة واسعة من المتلقين لانه احترم عقولهم واشبع تطلعاتهم .
رابعا: تمكين المحلل من ادواته الاعلامية كاللغه والنطق والحضور الاعلامي والخبرة والنزاهة والشجاعة والاستقلالية في الطرح والالمام بكل جوانب الحدث تاريخيا وسياسيا وجغرافيا وحتى نفسيا اي لا يغفل جانبا ما ويذكر للمشاهد اثناء حديثة اغلب و اهم ما طرح حوله فى الوسائل الاعلامية الاخرى موثقة بالصوت والصورة والكلمة المطبوعة أن وجدت .
خامسا: اعتماده على معيار دقيق و واضح كأن تكون رؤية فلسفية او سياسية او اجتماعية او اقتصادية او نظرية ما متفقا عليها وما شابه ذلك لكي تكون الفيصل في نتيجة التحليل وترتيب النتائج في نهايه المطاف ولا ندع الامور عامة وعائمة هكذا وكأننا نستمع الى حديث عابر يتداوله عامة الناس في المقاهي او جلسات السمر و المعيار المعتمد من قبل المحلل السياسي هو ايضا الفيصل في ان يكون المحلل للحدث فعلا محللا سياسيا نستفيد من ارائه ونعتمدها كمصدر في ما بعد .
سادسا :على المحلل السياسي الابتعاد عن الترويج لكتلته او حزبه او طائفته او قوميته وغيرها وليس من الضروري ان يكون المحلل سياسيا وهذا التحديد الضيق وقعت به اغلب الفضائيات المستحدثة بأعتمادها في التحليل السياسي على البرلمانيين او الحزبيين او المواليين لهذا الحزب او ذاك واحيانا مسؤولين ادارين لا ناقة لهم به ولا جمل والاجدر بالقناة ان تعتمد على متخصصين و اكاديميين واعلاميين من ذوي الخبرة في هذا المجال ولذلك نادرا ما نرى على شاشات الاعلام العالمي محلل سياسي من البرلمان او الكونكرس وانما نرى ونسمع تحليلات من لهم باع في مجال الاعلام وعلم السياسة .
سابعا: من المفروض على المحلل السياسي ان يكون له اطلاع اوخبرة في فن الالقاء و النطق السليم لمخارج الحروف والابتعاد عن الروح الخطابية والصراخ والانفعال واطلاق الاتهامات والارشادات وكانه مرشد او داعية يريد كسب الناس وانما بالتحليل المنطقي المقنع والشرح الهادئ نسبيا المؤدي الى فهم الاحداث وادراكها بسلاسه وطوعية متناهية لا تفرض على المتلقي وانما تقنعه وتأثر به لصياغة رأي عام موحد نوعا ما , ويفضل ان يستعمل مصطلحات سياسية معرفة لدى العامة والخاصه او متعارف عليها من الغالبية العظمى ولا ضير من استعمال مصطلحات سياسية جديدة ولكن بعد توضيحها بايجاز للمشاهد او اي متلقي اخر .
فالمحلل السياسي اذن هو من يضع النقاط على الحرف لكي نفهم من خلاله ملابسات الخبر او الحدث ويقدم لنا رؤية جديدة للحدث تنتشلنا من الحيرة والعشوائية وقلة الفهم وذلك من خلال ما يطرحه معتمدا على وقائع ومستندات ورؤى مختلفة نصل وأياه من خلالها للادراك الحقيقي للحدث وتحقيق الاتصال الاعلامي وهو الهدف المطلوب من التحليل السياسي .
الحقيقة انا اشبه المحلل السياسي بالباحث العلمي الذي لابد ان يصل في النهاية الى النتائج المحتملة للاسئلة الافتراضية التى وضعها في بداية بحثة معتمدا على مقدمة وشرح ومقارنات ونتيجية حتمية محتملة والا ما فائدة الحديث الذي لم نصل من خلاله الى اي نتيجة مرجوة.
فالمحلل السياسي اذن لابد ان يعتمد في تحليليه للاحداث والوقائع على الاسس التي ذكرناها و يضعها نصب عينيه ليصل بها الى الهدف المطلوب ,وبما أن هذه الاسس متغيرة نسبيا وتخضع لمعيار المحلل نفسه وله الخيار في التقديم والتأخير عند التحليل الا انها واجبة في فن التحليل السياسي بعد الاطلاع الوافي على الحدث وبكل تفاصيله وما يتعلق به من ردود افعال .
و جمع الادلة والوثائق المتعلقة بالحدث وبحيادية وشفافية ومن اكثر من مصدر واكثر من وسيلة اعلامية واكثر من وجهة نظر .
وهذا يعني عملية ادراك المحلل للحدث اولا بعد الاطلاع على ادق التفاصيل فيه كأن يكون متى حدث ومن اين مصدره وكيف حصل وغيرها وبهذه الطريقة الاستكشافية نعرف نصف الحقيقة ونحل بعض رموزه ومن بعدها يتم الخوض في التفاصيل الاخرى استنادا للمستندات والمعيار التحليلي المتبع من قبل المحلل السياسي للوصل الى الهدف المرجو من التحليل وننتهي بغاية المحلل للوصول الى نتيجة ما حتمية كانت او متوقعة وبهذه النتيجة يتعرف المتلقي وبألمام على مجرى الاحداث و لماذا جرى كل هذا ومن ورائه وكيفية علاجه او طرح مقترحات لتلافي اضرارة او احتواء منافعه .
فالمحلل السياسي أذن من المفترض ان يقرب الحدث ويوضح ابعاده على صعيد الوضع الداخلي والخارجي للبلد والمواطن في نفس الوقت
والابتعاد عن التضخيم والتهويل والحلول الجاهزة والمؤامرات المفترضة وانما الوقوف على الجوانب الداخلية بالدرجة الاولى وذكر المسميات باسمائها والابتعاد عن كل ما يثير الشبهات بالتوثيق كأن يكون شاهد عيان لا يريد ان يذكر اسمه او مصدر مجهول الهوية او لا يسمح لي بأن اصرح بمعلومة ما لانها تنسف التحليل برمته وتبعد المتلقي عن المتابعة وتفسح المجال للاقاويل والاشاعات
التي لا يحمد عقباها فيما بعد .
ومن ثم يجب على المحلل الوقوف على الحدث بأمتداداته وتأثيراته المستقبلية بأسس احصائية وموضوعية ونتائج ومؤشرات يدركها العقل لتبعد المحلل عن التخمين وتدخله دائرة التنبوء او التوقع استنادا على قدراتة الذاتية في تطويع مالدية من حقائق معتمدة لصياغة رؤية جديدة تخدم المتلقي وتعطيه السبق لتوقع ما يحدث لاحقا ، أما الموضوعات الانشائية والنميمة والتسقيط فهذه لا تصلح
لاعلام جادة او مجتمع يتطلع لمستقبل واعد في بناء الديمقراطية . ولابد للمحلل ان يكون من المواكبين للحدث او على الاقل من المتواجدين على الساحة الفعلية للحدث و المتواصلين مع كافة المجريات والمتغيرات السياسية .
وعليه ما نشاهده اليوم في اغلب الفضائيات من محللين سياسيين ليس لهم صلة بالتحليل الاعلامي او السياسي لا من قريب ولا من بعيد وانما يمكن ان نطلق عليهم زبائن للفضائيات يحللون باسلوب زبائني خاص او محدد مسبقا من قبل القائمين على القناة يثير الشفقة ويتعب المتلقي . فالزبون المختار للتحليل في هذه القناة او تلك يحلل بمعايير تختلف تماما عما ذكرناه وانما بمعاير زبائنية مستندة على رضى القائمين على هذه القناة ومن يدفع لهم وبعيد كل البعد عن واقع الاحداث واحيانا يطل علينا وهو يشكو من مرض ما او تعب ما أو الاثنين معا , وبهذا أساءوا لهذا الفن الاصيل واهدافه السامية في وقت نحن في امس الحاجة له ناهيك عن ان اكثر الذين نراهم كمحللين سياسيين على الشاشات الفضائية هم من الجنس الخشن فقط لاننا شعب لا نرى فيه النصف ( الضعيف )الاخر لشدة حرصنا عليه الامر الذي يخول لنا الحجر عليه !!!!
أ.د.أقبال المؤمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق